أنقرة (لندن توداي): بدأت الأذرع الإعلامية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان بتمهيد الشارع التركي لتوريث حكم البلاد لصهره وزير الخزانة والمالية برات البيراق.
وفي إشارة قرأها الكثيرون على أنها بداية تهئية الأذهان في الشارع التركي لقبول البيراق كرئيس لحزب العدالة والتنمية خلفًا لأردوغان، قال الصحافي حسن بصري يالتشين، المقرب من نظام أردوغان والذي يعمل في صحيفة “صباح” الموالية للرئيس التركي، إن بديل أردوغان في سدة الحكم سيكون من داخل النظام ذاته، ولن يتجاوز واحدا من وزيري الداخلية سليمان صويلو أو الخزانة والمالية برات البيراق.
بطبيعة الحال لا يمكن لصحافي يعمل في وسيلة إعلام تركية خاضعة بالكامل لأردوغان وحزبه أن يتحدث بهذا الشكل دون الحصول على الضوء الأخضر، بالإضافة إلى أن حديثه عن هذا التغيير جاء من خلال برنامج في قناة ” سي إن إن تورك” التي باتت خاضعة أيضا لأردوغان تماما والتي لم يكن لها أن تثير مثل هذا الموضوع دون تصريح من الحزب الحاكم.
ورأى الصحافي يالتشين، المعروف بهجومه المستمر على مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفي كمال أتاتورك وتمجيده لأردوغان، أنه من الممكن أن يكون وزير الداخلية أو وزير الخزانة والمالية خليفة لأردوغان في رئاسة حزب العدالة والتنمية.
والمعروف أن هناك صراعا بين جبهتي وزير الداخلية سليمان صويلو ووزير الخزانة والمالية برات البيراق داخل الحزب والحكومة ويحظى صويلو بدعم القومين وحزب الحركة القومية الحليف لحزب أردوغان، بينما يقف وراء البيراق فضلا عن وضعه المميز نتيجة زواجه من إسراء أردوغان، ترسانة إعلامية وجيش إلكتروني من مجموعة “بيلكان” (البجع) التي يديرها شقيقة سرهات البيراق والتي تسيطر على غالبية وسائل الإعلام في تركيا.
أما عن خليفة أردوغان في رئاسة الجمهورية فتوقع يالتشين، أن يكون أحد رؤساء الأحزاب الحاليين مثل رئيسة حزب الجيد المعارض ميرال أكشنار أو رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي المتحالف مع حزب أردوغان، والذي يعاني مشاكل صحية كبيرة نظرا لتقدمه في العمر.
ونظرت الأوساط السياسة في تركيا إلى تصريحات يالتشين على أنها رسالة بأن نظام أردوغان لن يترك حكم تركيا، وأنه ربما تجري الترتيبات داخل الحزب الحاكم لتوريث الحكم إلى صهر الرئيس، برات البيراق، الذي يتولى وزارة الخزانة والمالية حاليًا.