يبذل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل مساعيه من أجل التقارب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب واجتذابه إلى صف تركيا التي تواجه ضغوطا شديدة في العديد من الملفات من جانب الكونجرس ووزارة الدفاع الأمريكيين أهمها اقتناء منظومة صواريخ ” إس 400″ الروسية وموقفها من الأكراد وشن حرب عليهم في سوريا وانتهاك العقوبات على إيران.
وجد أردوغان ضالته الجديدة في حركة” أنتيفا” المساندة للاحتجاجات المشتعلة في الولايات المتحدة على مقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في 25 مايو (أيار) الماضي بعد أن جثم شرطي أبيض على رقبه لمدة 9 دقائق متجاهلا استغاثته ” لا أستطيع التنفس”، والتي هدد ترامب بإعلانها تنظيما إرهابيا.
أردوغان قال في مقابلة تليفزيونية مساء أمس الاثنين إنه أبلغ ترامب خلال اتصال هاتفي بينهما أمس بأن التعاون بين حركة” أنيفا” التي وصفها بـ ” المنظمة المتطرفة” ووحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا ذراعا لحزب العمال الكردستاني (مصنف كمنظمة إرهابية في تركيا والولايات المتحدة وأوروبا) في سوريا، هو أمر ذو دلالة.
وأضاف أردوغان أن التعاون بين الوحدات الكردية و”منظمة أنتيفا الإرهابية” هو أمر ذو دلالة، وأبلغت السيد ترامب بذلك، كما أن الدعم الذي يتلقونه هؤلاء (أنتيفا) له دلالات أيضا.
الموقف التركي من حركة ” أنتيفا” ومحاولة استغلالها في التقارب مع ترامب بات واضحا جدا قبل أيام من اتصال أردوغان مع ترامب، عندا خرج رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون بإعلان مثير يقول فيه إن حركة “أنتيفا” التي وصفها بـ”المنظمة المتطرفة” تعتمد العنف في العالم بالتعاون مع ما سماه بـ” المنظمات الإرهابية” سوريا.
وفي مقطع مصور نشره ألطون عبر” تويتر”، تطرق فيه إلى حركة ” أنتيفا” التي يحاول هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيفها تنظيما إرهابيا بسبب مشاركتها في الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد على يد شرطي أبيض.. وعلق:” رأينا الوجه الحقيقي لـ”أنتيفا”، التي تعتمد العنف في جميع أنحاء العالم ولها علاقات مع “المجموعات الإرهابية” في سوريا”.
وأضاف: “أنتيفا متورطة بارتكاب أعمال عنف في المظاهرات (المنددة بمقتل جورج فلويد) بعموم الولايات المتحدة.. تركيا قلقة من التهديد الذي تشكله هذه المنظمة وعلاقاتها بالمجموعات الإرهابية على أمنها القومي”.
وتابع أن “أنتيفا تتشارك الأيديولوجية ذاتها مع حزب العمال الكردستاني( المصنف كمنظمة إرهابية) حيث قام ذراع الأخير في سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية) بتدريب العديد من عناصر المجموعة”.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، الأحد قبل الماضي، أن إدارته ستصنف مجموعة “أنتيفا” منظمة إرهابية..
و”أنتيفا” هي حركة تعلن مناهضتها للأفكار الفاشية والنازية واليمين المتطرف وليس لها هيكل تنظيمي أو تسلسل قيادي لكنها تنشط في المدن الصغيرة في الساحل الغربي للولايات المتحدة وترفض أفكار اليمين المتطرف والعنصرية، وينتمي أعضاؤها إلى تيارات سياسية مختلفة مثل الاشتراكية والشيوعية والليبرالية والديمقراطية الاجتماعية
وبحث أردوغان مع ترامب، خلال اتصال هاتفي أمس، العلاقات بين البلدين والتطورات الإقليمية وعلى رأسها الأزمة الليبية.
وقرر الجانبان مواصلة التعاون الوثيق فيما يخص تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا الجارة البحرية لتركيا في البحر المتوسط.
وقال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير، في بيان أن “أردوغان وترامب تناولا خلال الاتصال المسائل الثنائية المهمة والقضايا الإقليمية بما فيها ليبيا وسوريا وشرق المتوسط، والتغلب على وباء كورونا والجهود الأخيرة لعودة النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة وتركيا.