أنقرة : (لندن توداي) : بعد صمت يشبه صمت الموتى تجاه تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم السبت الماضي التي أعلن فيها أن مصر تمتلك الشرعية للتدخل في ليبيا وأن سرت والجفرة يمثلان خطا أحمر بالنسبة لمصر.. ظهر أخيرا رد فعل تركي على لشان وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو.
جاويش أوغلو، الذي احتاج أسبوعا كاملا، ليفيق على مايبدو من وقع تصريحات السيسي التي أكد فيها أن الجيش المصري جاهز لحماية أمن مصر القومي في الداخل والخارج، مارس لعبة الخطابات غير المنطقية بإالقاء التهم على طرف أو آخر في محاولة لتبرير التدخل التركي الاستعماري في ليبيا، زاعما أن مصر تتصرف بناء على توجيهات فرنسا والإمارات.
وردا على تصريحات السيسي الأخيرة بخصوص أن “سرت والجفرة تعتبران خطا أحمر”، قال تشاووش أوغلو: “هاتان المدينتان بعيدتان عن الحدود المصرية، وتقعان وسط البلاد، فكيف تعتبران خطا أحمرا لمصر؟”.
وزعم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعمل نيابة عن أطراف أخرى، أو لديه أطماع في الأراضي الليبية، ودعاه للكشف عن أسباب تصنيفه لهاتين المدينتين بالخط الأحمر.
واتهم وزير الخارجية التركي فرنسا بالتناقض مع نفسها بشأن ليبيا، من خلال دعمها للمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي من جهة، ودعم مجلس الأمن الدولي الذي تتمتع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج الموالية لتركيا بعضويته من جهة أخرى.
وادعى جاويش أوغلو، في مقابلة مع إذاعة محلية مساء أمس الأربعاء، أن حكومة السراج باتت تحظى بدعم دول كثيرة في الفترة الأخيرة، لاسيما بعدما بدأت الكفة تميل لصالحها مؤخرا بفضل الدعم التركي.
ولفت إلى أن هذا الوضع بات يُقلق الإمارات العربية المتحدة وفرنسا على وجه الخصوص.
وعن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف الدعم التركي للحكومة الليبية المشروعة بـ” اللعبة الخطيرة”، أعرب جاويش أوغلو عن قلقه البالغ من التواجد الفرنسي في ليبيا.
وقال إن فرنسا باتت تعيش “خسوفا في العقل” عقب إطلاق تركيا عملية “نبع السلام” شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأنها بدأت منذ ذلك الوقت بدعم الانفصاليين والانقلابيين في أي مكان.
وأضاف الوزير التركي أن “الأمم المتحدة تعترف بحكومة الوفاق الوطني برئاسة السراج، وتدعو جميع الدول لقطع صلاتها بالأطراف الأخرى في ليبيا، بينما فرنسا تتناقض مع نفسها بهذا الشأن، لكونها من الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن”.
وتابع : “هذا التصرف يعد نفاقا وخداعا، ولهذا السبب، الجميع يرى مدى خطورة اللعبة الفرنسية في ليببيا”.
واتهم جاويش أوغلو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالوقوف خلف ارتكاب حفتر لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا، داعيا لمحاسبة المسؤولين.
وقال إن فرنسا برئاسة ماكرون تدعم مساعي الإرهابيين في تأسيس دويلة شمال سوريا، وتقسيم ليبيا، في محاولة من ماكرون للعودة ببلاده إلى عهدها الاستعماري السابق، مضيفا:” ماكرون يتجاوز حدود اللعبة الخطيرة، وأعلنا ذلك أكثر من مرة، إنه يشهد خسوفا عقليا”.
ورفضت تركيا من قبل المبادرة المصرية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 6 وينيو (حزيران) الجاري لوقف إطلاق النار في ليبيا وبدء عملية سياسية في إطار الأمم االمتحدة، ودفعت حكومة السراج إلى رفضها ايضا، على الرغم من التأييد الواسع لها عالميا وإقليميا.