قالت صحيفة” الجارديان” البريطانية إن مصر فجرت قنبلة بمبادرة “إعلان القاهرة” تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي واصفة الخطوة بأنها “رائدة وجريئة” وبخاصة في ظل مخططات تركيا وأن تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها جع أردوغان يهذي بالأكاذيب.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يجد أمامه سوى التخلي عن حليفه الشيطاني رجب طيب أردوغان وإعلان تأييده لمصر ومبادرتها، ما أغلق الباب تماما أمام أطماع أردوغان في ليبيا وسرقة ثرواتها، فلجأ للألاعيب التي لن تكون مجدية.
وأكدت “الجارديان” أن تأييد ترامب لمصر ومبادرة “إعلان القاهرة” جعل أردوغان يروي أكاذيب بأنه أجرى اتصالا هاتفيا مع ترامب وأنهما توصلا لاتفاق حول عدد من النقاط بشأن المرحلة المقبلة في ليبيا، وهو ما يعد أمرا غير منطقي.
وتابعت ” الجارديان” أن ترامب أعرب عن تأييده لمبادرة مصر ما يجعل من المستحيل أن يدعم أردوغان الذي بدأ في التواصل مع فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبيبة ليأمره برفض المبادرة المصرية والتعنت، والامتناع عن الجلوس على طاولة المفاوضات، ما يؤكد أن مصر قلبت لأردوغان جميع الموازين وجعلته يتصرف بلا عقلانية، والدليل أنه يدفع ميليشياته لضرب المنشآت النفطية في ليبيا الآن ويحاول الدخول لسواحلها بطرق غير قانونية.
وذكرت صحيفة “الجارديان” أن ما يحدث على أرض ليبيا لا يدفع ثمنه سوى الأبرياء من أبناء البلد، فقد تسببت المواجهات في قتل الكثيرين ما بين 5 إلى 8 يونيو (حزيران) الجاري.
وأضافت أن ممثلي الأمم المتحدة تواصلوا مع القادة العسكريين من كلا الجانبين سواء قوات الجيش الليبي أو حكومة الوفاق الوطني لكي يتوصل الطرفان لنقطة تلاق تساعد على استقرار الأوضاع.
وقالت “الجارديان” إن تركيا في ظل الأزمة المشتعلة في ليبيا والتي يدفع ثمنها الأبرياء من أبنائها لا تفكر إلا في مصلحتها فقط، فهي تعمل على مد الميليشيات التابعة لحكومة فائز السراج بالأسلحة اللازمة بدلا عن التوقف عن تصرفاتها التي لا تسفر سوى عن تعقيد أكثر للوضع في ليبيا.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة يقع على عاتقها جانب كبير من المسؤولية حيال الأزمة التي وصلت إليها ليبيا، حيث غضت الطرف لفترة طويلة عما يحدث على الساحة هناك، وهو ما فتح الباب أمام الانتهاكات التركية بقيادة رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى أن التأييد الأمريكي الضمني لخطوات أردوغان في ليبيا، يعود إلى التخوف من شبح روسيا وجهودها العسكرية.
وتابعت ” الجارديان” أن واشنطن تخشى جهود موسكو العسكرية، وتفكر في أن روسيا تنوي بالتعاون مع قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إنشاء قاعدة عسكرية في طرابلس، لذلك عملت خلال الفترة الماضية على تأييد مخططات أردوغان الشيطانية، وهو ما كان يعتمد عليه الرئيس التركي ويبني عليه آمالا عديدة، حتى جاءت مصر لتغلق أمامه أي طموحات أو أحلام.