القاهرة (لندن توداي) : أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن لمصر حقا شرعيا في التدخل في ليبيا المجاورة وأمر الجيش بالاستعداد لتنفيذ أي عملية خارج البلاد إذا دعت الحاجة لذلك.
وذكر السيسي، في خطاب بعد تفقده وحدات عسكرية في قاعدة عسكرية قرب الحدود مع ليبيا إن أمس السبت: ”أي تدخل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية”.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي أن لمصر الحق في الدفاع عن نفسها بعد مواجهة تهديدات مباشرة من الميليشيات الإرهابية والمرتزقة المدعومين من قوى خارجية، وذلك في إشارة واضحة إلى بعض المجموعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تدعمها تركيا والتي ترسل مجموعات من المرتزقة من الفصائل الموالية لها في سوريا للقتال مع مليشيات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.
وشدد السيسي على أن الأهداف الأساسية لأي تدخل ستتضمن حماية الحدود الغربية لمصر والتي تمتد لمسافة 1200 كيلومتر والمساعدة في حماية الاستقرار والسلام في ليببا.
وكتن السيسي وجه قبل خطابه كلامه لعدد من الطيارين من القوات الجوية والقوات الخاصة في القاعدة العسكرية قائلا: ”كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا”.
وأعلنت السعودية والإمارات تأييدهما لسعي مصر إلى حماية أمنها وحدودها. ولم يصدر بعد رد فعل بعد من تركيا، التي اعتبرت وسائل إعلامها الموالية للرئيس رجب طيب أردوغان أن السيسي يهدد تركيا بالحرب، كما لم يصدر رد فعل عن حكومة الوفاق برئاسة السراج.
وجاءت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسط تزايد التوترات بسبب تدخل تركيا في ليبيا. وحذر السيسي أيضا القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس من عبور خط الجبهة الحالي مع قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في شرق ليبيا معلنا أن سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لأمن مصر القومي. بينما حددت تركيا على لسان المتحدث باسم رئاستها إببراهيم كالين في وقت سابق انسحاب الجيش الوطني من سرت والجفرة كشرط لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام في ليبيا ما يؤكد أن تركيا جاءت إلى ليبيا بحثا عن استغلال ثرواتها النفطية وليس لتحقيق السلام لليبيين.
وتعد سرت والجفرة مدخلا مباشرا إلى الأراضي المصرية ولذلك فإنهما يمثلان خطا أحمر بالنسبة للأمن القومي والمصري ولن تسمح مصر لأحد بالاقتراب من هذا الخط. وتعرف مصر طبيعة الميدان في ليبيا وبإمكان الجيش المصري التحرك هناك برا وبحرا وجوا بكل سهولة.
وتمكنت حكومة الوفاق وميليشياتهها المتشددة التي تضم جماعات وعناصر إرهابية بدعم تركي من صد هجوم استمر 14 شهرا شنه الجيش الوطني الليبي لانتزاع السيطرة على طرابلس. وتدعم روسيا والإمارات ومصر الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.. وتدخلت تركيا بشكل مباشر في دعم وتجيه ميليشيا حفتر.
وفي 6 يونيو (حزيران) الجاري، أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية في ليبيا ضمن ” إعلان القاهرة، الذي أيده العالم ورفضته فقط تركيا وخلفها حكومة الوفاق برئاسة السراج.واعتبرت تركيا المبادرة المصرية محاولة لإنقاذ حفتر بعد الهزائم في أرض المعركة، بينما يقول الجيش الوطني الليبي إنه انسحب من حول طرابلس لإعادة التمركز الاستراتيجي والتصدي لأي محاولة لدخول سرت أو الجفرة.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر لاتريد التدخل في ليبيا وتفضل بشكل عام التوصل إلى حل سياسي، لكنه أضاف أن ”الموقف الآن مختلف”. وأكد السيسي أمام حشد ضم عددا من زعماء القبائل الليبية: ”إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت- الجفرة، فهذا أمر بالنسبة لنا خط أحمر”.
وأضاف السيسي مخاطبا زعماء القبائل الليبية الذين حضروا جولته في القاعدة العسكرية: ”إذا تحرك الشعب الليبي من خلالكم وطالبنا بالتدخل، فهده إشارة للعالم على أن مصر وليبيا بلد واحد ومصالح واحدة وأمن واحد واستقرار واحد”.
وأكد السيسي أيضا إن مصر يمكن أن تزود القبائل بالتدريب والأسلحة لمحاربة الميليشيات الإرهابية المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الوطني.
وفي الوقت نفسه، دعا السيسي الطرفين المتحاربين في ليبيا إلى احترام خط الجبهة والعودة إلى المحادثات.