بحسب دائرة أمن الدولة البلجيكية فإن العمليات السرية لتسلّل حزب العدالة والتنمية التركي، إلى الأحزاب السياسية البلجيكية مستمرة.
وأوضحت دائرة أمن الدولة البلجيكية في تقريرها السنوي الأخير، المنشور في الـ2 من يوليو 2020، أن التطرف الديني وبشكل خاص التيار المدخلي والإسلام السياسي التركي والإخوان المسلمين، يمثلون التهديد الأول بالنسبة لبلجيكا.
وأضاف التقرير أن من بين العناصر التي تشكل أيضا تهديدا للأمن القومي للدولة البلجيكية، تزايد أعداد اليمينيين في أندية تدريب الفروسية، وكذلك أعداد الطلاب العسكريين الصينيين في الجامعات البلجيكية.
وأكد التقرير البلجيكي، أن التيار المدخلي التابع للفكر السلفي، يشهد انتشارًا واسعًا في بلجيكا في الفترة الأخيرة بشكل مقلق، مشيرًا إلى أن هذه الحركة التي ظهرت في السعودية في التسعينيات، مستوحاة من كتابات رجل الدين السعودي ربيع المدني، أستاذ في جامعة المدينة المنورة. وهذا الاتجاه، الذي يوجد مع الحركة الوهابية، انتشر مؤخّرا في أوروبا، وخاصة في بلجيكا وهولندا. وكانت أول سيدة انتحارية أوروبية كان زوجها على علاقة بالتيار المدخلي. وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه يدين جماعات مثل القاعدة وداعش، إلا أنه لا يرفض الجهاد الذي تأمر به سلطة سياسية.
وترى دائرة أمن الدولة هذا الاتجاه على أنه “شمولي، عنصري، مناهض للديمقراطية” و “تهديد خطير للحياة في المجتمع”، لأنه يهدف إلى عزل الأفراد والأسر من المجتمع البلجيكي.
وبحسب التقرير، فإن الرجال الذين يتبعون هذا الاتجاه تكون لحيتهم طويلة، ويرتدون جلباب طويل، بينما ترتدي النساء الجلباب مع الوجه المكشوف، أو النقاب الذي يغطي الوجه جزئيا أو كليا.
وشدد التقرير على أن فكر الإسلام السياسي، الذي ابتدعه حزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه أردوغان، يمثل تهديدا لبلجيكا.
علاقة قريبة بين العدالة والتنمية والإخوان المسلمين
وبحسب التقرير، فإن حزب العدالة والتنمية يهدف إلى أسلمة المجتمع بالطرق السياسية، ويجد في ذلك سبيلا لتقاربه من جماعة الإخوان المسلمين من الناحية الأيدولوجية.
وأشار التقرير إلى أن الاختلافات الفكرية بين الحركات الدينية مثل حركة “ميللي جوروش” والطرق الدينية وهيئة الشؤون الدينية التركية، تتراجع تدريجيا.
حزب العدالة والتنمية يتسرب إلى الأحزاب السياسية البلجيكية
وأوضح التقرير أن هيئة الشؤون الدينية التركية، كانت في السابق ترى حركة”ميللي جوروش” جماعة متطرفة، إلا أنها الآن تزيد من خلالها تأثيرها على المجتمع التركي الموجود في بلجيكا بواسطة مشروعات المدارس المختلفة التابعة للاتحاد الإسلامي البلجيكي.
وأشارت الهيئة الاستخباراتية، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين المقربة من أردوغان وحزبه، بدأت تتسرب بسرية داخل الأحزاب السياسية البلجيكية. وأنها عملت لصالح المرشحين والأحزاب التي تدعو إلى الحجاب في الانتخابات الأخيرة.