أنقرة (لندن توداي): دفعت تركيا اليوم الأربعاء بوحدات من القوات الخاصة (الكوماندوز) إلى شمال العراق لتنفيذ عملية برية ضد مواقع حزب العمال الكردستاني بمؤازرة من سلاحي الجو والمدفعية .
وقالت وزارة الدفاع التركية في سلسلة تغريدات على” تويتر” إن “عملية “مخلب النمر” بدأت.. أبطالنا من القوات الخاصة موجودون في منطقة هفتانين” بدون تحديد عدد العسكريين الذين تم نشرهم.
وأضافت أن “عناصرنا من وحدات الكوماندوز الذين تؤازرهم مروحيات قتالية وطائرات مسيرة، تم نقلهم بواسطة قواتنا الجوية”.
وأرجعت وزارة الدفاع التركية، التي كانت أعلنت أول من أمس الاثنين عن انطلاق عملية جوية باسم ” المخلب- النسر” في شمال العراق ليل الأحد الماضي العملية الجديدة ” مخلب النمر” إلى “تزايد الهجمات في الآونة الأخيرة ضد مراكز الشرطة والقواعد العسكرية التركية الواقعة قرب الحدود العراقية. وأشارت إلى أن نشر قوات الكوماندوز سبقته عملية قصف مكثف بالمدفعية.
ومن شأن هذه العملية أن تزيد من التوتر بين حكومة العراق وتركيا، بعد أن استدعت الخارجية العراقية أمس الثلاثاء السفير التركي فاتح يلديز للاحتجاج على ضربات الطيران التركي على مواقع لحزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية في إطار عملية ” المخلب- النسر”.
وتشن تركيا بانتظام غارات جوية على قواعد خلفية لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن القوات التركية مهدت لعملية ” مخلب النمر” التي انطلقت اليوم بقصف أكثر من 150 هدفاً للعمال الكردستاني في شمال العراق بالمدفعية وراجمات الصواريخ.
واضافت الوزارة:” بدأت القوات الخاصة التركية دخول” أوكار الإرهابيين” عقب تمهيد بقصف مدفعي وبراجمات الصواريخ، حيث دمر خلال العملية أكثر من 150 هدفاً للإرهابيين بعد إصابتها بدقة عالية”.
ووجه وزير الدفاع التركي خلوصي أكار كلمة عبر جهاز لاسلكي إلى الضباط المشاركين في العملية، قائلاً: ” نؤمن بأن قوات الكوماندوز التركية ستسطر الملاحم في تلك الجبال (شمال العراق) مرة أخرى”.
في السياق ذاته، استنكرت تركيا تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، حول عملية “المخلب- النسر” التي أطلقتها في شمال العراق ليل الأحد الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أكصوي، في بيان حول تصريحات أبو الغيط:” نرفض رد الفعل الذي أبداه أبو الغيط حيال عملية “المخلب- النسر” ضد “المنظمة الإرهابية”، عوضا عن عدم إدانته حزب العمال الكردستاني الذي ينفذ هجمات إرهابية غادرة على بلادنا منذ أعوام انطلاقا من أوكاره في العراق”.
واستنكر أكصوي تجاهل أبو الغيط ما سماه بـ” المظالم التي ترتكبها منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية”، التي لا تشكل تهديدا لتركيا فحسب، بل لسيادة العراق أيضا. قائلا:” ندعو الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي لطالما تجاهل سياسة التطهير العرقي لمنظمة العمال الكردستاني وذراعها السوري وحدات حماية الشعب الكردية، وجرائمها ضد الإنسانية، إلى تبني خطاب منسجم ومبدأي بخصوص مكافحة الإرهاب”.
كان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، استنكر، الاثنين، العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في مناطق شمال العراق، تحت اسم ” الخلب- النسر” بزعم مطاردة أفراد من حزب العمال الكردستاني.
وقال أبو الغيط، في بيان، إن التدخل العسكري التركي يُمثل اعتداء على السيادة العراقية، ويجري بدون تنسيق مع الحكومة في بغداد، بما يعكس استهانة أنقرة بالقانون الدولي وبعلاقاتها بجيرانها العرب على حدٍ سواء.
واضاف أبو الغيط أن التدخلات العسكرية التركية في الأراضي العربية، سواء في سوريا أو ليبيا أو العراق، أصبحت مصدر قلق ورفض واستهجان من الدول العربية جميعاً، وأنها تعكس أطماعاً توسعية لدى تركيا تنتمي إلى ماضٍ بعيد، ولم يعد لها مكان في عالمنا المعاصر.
وتبنى مجلس الجامعة العربية في مارس (آذار) الماضي قرارا يدين التدخلات التركية المستمرة في شمال العراق تحت عنوان: “اتخاذ موقفٍ عربي موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية”.
وقال بيان صادر عن اجتماع مجلس الجاعة العربية إن الدول العربية وافقت بالإجماع على هذا القرار، ولم تتحفظ عليه سوى دولة واحدة، حيث تضمن القرار إدانة للتوغل التركي في الأراضي العراقية، ومطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها فورا من دون قيد أو شرط، باعتباره اعتداء على السيادة العراقية، وتهديداً للأمن القومي العربي.
وأضاف البيان أن القرار أكد أيضا على مساندة الحكومة العراقية في الإجراءات التي تتخذها وفق قواعد القانون الدولي ذات الصلة والتي تهدف إلى سحب الحكومة التركية لقواتها من الأراضي العراقية، ترسيخا لسيادة حكومة العراق على كافة أراضيه.