فيما يشبه التلويح بالراية البيضاء علامة على الاستسلام بعد فقد كل السبل.. دعت تركيا مصر إلى الحوار معها بدلا عن تجاهلها من أجل إعادة العلاقات بينهما بعد 7 سنوات من تبادل سحب السفراء بسبب الموقف التركي المتشنج والهجوم المستمر من الرئيس رجب طيب أردوغان وهجومه على مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي بعد سقوط نظام الإخوان المسلمين (حلفاء أردوغان) بسبب ثورة الشعب المصري عليهم في 30 يونيو (حزيران) 2013.
وبعد نحو 7 سنوات من التطاول والصياح الفارغ لأردوغان والهجوم غير المبرر ومحاولات التدخل في شؤون مصر، خرج وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو ليرفع الراية البيضاء طالبا من مصر الحوار والتعاون بدلا عن التجاهل سعيا لإعادة العلاقات بين البلدين.
جاويش أوغلو قال، في مقابلة مع قناة “إن تي في” التركية أمس، إن “الطريقة الأكثر عقلانية لعودة العلاقات التركية المصرية، تكون عبر الحوار والتعاون مع تركيا بدلا عن تجاهلها”.
وفيما يكشف عن سياسة النفاق والتعامل بوجهين مختلفين لرئيسه المتطاول، أردوغان، الذي لم يتوقف على مدى سبع سنوات من الهجوم على مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي في كل مناسبة وأحيانا بلا مناسبة إلا محاولة التلاعب بأنصاره ومؤيديه، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه أجرى اتصالات مختلفة مع مصر في السابق بـ”تفويض من أردوغان”.
وأقر جاويش أوغلو بأن ثبات الموقف المصري تجاه الأزمة في ليبيا كان أحد العوامل التي عرقلت المحاولات التركية للتقارب مع مصر وإعادة العلاقات معها إلى طبيعتها، قائلا إن “التوازنات في ليبيا أدت إلى توتر العلاقات، التي كان يسعى لتحسينها، قليلا”.
وأضاف الوزير التركي: “عند النقطة التي وصلنا إليها، تطبق الطريقة الأكثر عقلانية، وهي إجراء حوار وتعاون مع تركيا بدلا عن تجاهلها”.
وتابع جاويش أوغلو أن العالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط بحاجة إلى مصر قوية ومستقرة.
وأرجع مراقبون التحول المفاجئ في الموقف التركي وعرض تحسين العلاقات مع مصر إلى أخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي زمام المبادرة في ليبيا، بإطلاق “إعلان القاهرة”، الذي يشكل خريطة طريق متكاملة لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، والذي كان مشمولا بموقف مصر الثابت برفض الإرهاب واستخدام ليبيا كساحة لجلب المرتزقة والإرهابيين، وهو ما أربك حسابات تركيا، خاصة بعد التأييد الدولي الواسع للمبادرة المصرية.