انتقدت الولايات المتحدة بالقيود التي تمارسها تركيا على الأقليات الدينية على أراضيها بينما ردت تركيا بالاستنكار.
وذكر تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي بشأن الحرية الدينية حول العالم خلال العام 2019 الذي عرضه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى جانب السفير المتجول للولايات المتحدة من أجل الحرية الدينية الدولية، سام براونباك، في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء، أن الأقليات المنتمية للديانتين اليهودية والمسيحية في تركيا تتعرض لعدد من الصعوبات في عموم البلاد.
ونبه تقرير الحريات الدينية الأمريكي إلى حظر دخول المسيحيين التابعين للكنائس البروستنتانية تركيا، وعدم منحهم إقامات وكذلك معاناة الكنائس في القيام بأنشطتها بكل حرية.
ولا يتجاوز عدد المسيحيين في تركيا نسبة واحد بالمائة من السكان، غير أن مسيحيي الروم الأرثوذكس يواجهون بشكل خاص مشكلات عدة.
وقال الخبير في الشؤون الدينية فالتر فليك، في وقت سابق، إن هناك صعوبات بالغة يعاني منها مسيحيو الروم الأرثوذكس في تركيا، تتمثل في عدم حصولهم على حقوقهم كاملة.
وفالتر فليك هو خبير في الشؤون الدينية لدى الفرع الألماني للجمعية الدولية لحقوق الإنسان والذي تأسس عام 1972 ويضم نحو ثلاثة آلاف عضو.
وردا على ما جاء في تقرير الحريات الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، انتقدت تركيا القسم المتعلق بها في التقرير قائلة إنه “يتضمن مزاعم لا مصادر لها، وبعيدة عن الموضوعية”.
وذكر المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، في بيان اليوم الخميس، أن تقرير الحريات الدينية الدولية الخاص بالعام 2019، والذي نشرته الخارجية الأمريكية، أمس، يحتوي مجددا مزاعم لا مصادر لها، وإدعاءات بعيدة عن الموضوعية.
وزعم أكصوي أن تركيا تدعم، بخطوات ملموسة، هدف حماية والحفاظ على حرية الدين والعبادة لجميع المواطنين دون تمييز، وأن جميع أصحاب الديانات والمعتقدات المختلفة في تركيا يعيشون في سلام وانسجام.
وقال أكصوي، إن تركيا خلال السنوات العشرين الماضية، قطعت خطوات مهمة لتطوير وحماية حقوق المواطنين غير المسلمين ولتعزيز التسامح والتفاهم المتبادل في البلاد.
وأضاف أنه كجزء من هدف دفع الديمقراطية للأمام، تم تحقيق مكاسب كبيرة في التشريعات والإجراءات حتى يتمكن كل مواطن من التمتع بحقوق متساوية دون تمييز.
وقال أكصوي إننا مندهشون من القضايا المذكورة حول متحفي “آيا صوفيا” و “تشورا” التاريخيين في مدينة إسطنبول، مؤكدا أنهما ملكية تركية، ومسألة تتعلق بالشؤون الداخلية لتركيا، وأن أي قرار سيتخذ بحق هذه المعالم لا يمكن لأي دولة التدخل فيه.
وأضاف المتحدث التركي أن جميع المعالم الثقافية والدينية في تركيا يتم حمايتها بطريقة تستحقها، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تحاول لفت انتباه الرأي العالمي إلى اتجاهات بعيدة عما يحدث في أراضيها من معاداة للإسلام والسامية والعنصرية وكراهية الأجانب.
ويسود تركيا جدل واسع هذه الأيام فجره الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه حول تحويل متحف آياصوفيا، الذي كان كنيسة قبل الفتح العثماني للقسطنطينية عام 1453، إلى مسجد. وتقول المعارضة التركية إن تفجير هذه القضية الآن هي محاولة من أردوغان للهروب من الضغوط الشديدة التي يتعرض لها في الداخل بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والقرارات الخاطئة التي يتخذها في جميع المجالات.