
أيام قليلة تفصلنا على عيد الإضحى ليشارك فرحته الجميع بالصلاة ، التهاني ، التهليل والتكبير فيؤدي الجميع صلاة العيد ثم يتجهون إلى منازلهم استعدادا لتهنئة الأهل والأقارب ولإستقبال الضيوف ، فتجتمع جميع أفراد العائلة ليتم ذبح الخروف و تقديم غداء العيد فيما بعد، هكذا هي عادات العديد من الدول الإسلامية.
هذه السنة لا يبدو عيد الأضحى في تونس شبيها بسابقيه، فآثار كورونا السلبية باديت عليه و ظاهرة ، فبعد تفشي فيروس كورونا في العالم و في تونس أضحت العديد من الأسر التونسية دون مورد رزق، فقد خسرو أعمالهم و نفذت مدخراتهم جراء ما تسبب به هذا الفيروس الذي أضر بإقتصاد العالم و شل الأسواق والعجلة الاقتصادية لفترة تجاوزت الستة أشهر.
بأي حال عدت يا عيد؟ هكذا تسائل الكثير من التونسيين هذا العام فقد إنطلقت العديد من العائلات هذه الفترة من شهر يوليو في إقتناء تحضيرات عيد الإضحى الخاصة بهم أولها خاروف العيد الذي ينتظر قدومه الصغار و الكبار.
لكن بعد زيارة سوق المواشي وإكتشاف الزيادة في أسعار الأضاحي يحل الخوف و الرعب محلّ السعادة و الفرح لإستقبال هذه المناسبة. “الأسعار المتداولة في السوق تتراوح بين 450 دينار إلى 650 دينار فما فوق لدى غالبية الخرفان المعروضة مع وجود بعض الاستثناءات و التي يعتبر الشكل العنصر المحدد فيها”. هكذا وضح منور الصغيري مدير مكلف بالإنتاج الحيواني بالإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.
فتتغير الوجهة من “رحبة العلالش” سوق بيع المواشي إلى الجزار ففرق السعر هناك يصفه التونسيون ب “أخف الأضرار”. تزايدت شكاوى التونسيين في ظل وضع اقتصادي متدهور سبب انهيار القدرة الشرائية لعديد الأسر.
تراجع المقدرة الشرائية للتونسي شكل شبح لبعض العائلات فبعد عيد الإضحى بأيام يعود الطلبة الى المدارس لتنطلق السنة الدراسية الجديدة و تنطلق العائلات في تحضير الأدوات المدرسية و مستلزمات تكلفة العودة.
هكذا بدت تحضيرات عيد الإضحى بتونس دون روح فيصبح عيد الإضحى عبء مضاف على أزمات التونسيين المعيشية.