موسكو – أنقرة (لندن توداي) : أكد نائب رئيس وزراء حكومة القرم الروسية جورجي مرادوف أن رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاعتراف بشبه جزيرة القرم كمنطقة روسية هو دليل على الافتقار للمنطق السياسي ويشير لفقدان الواقعية من قبل تركيا.
وقال مرادوف، في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي الروسية اليوم، : “أنقرة ترفض فعلا دعم تتار القرم الذين يعيشون في شبه الجزيرة، لصالح العلاقات مع حفنة من المنشقين الذين انفصلوا عن شعبهم واستقروا في كييف، ما يشير إلى فقدان الواقعية من قبل السلطات التركية الحالية”.
وأضاف مرادوف: “لم يكتسب شعب تتار القرم لغتهم الرسمية، التي حرموا منها في العهد الأوكراني، إلا بعد إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا، وحصلوا على الحيازة القانونية للمساجد، وهو ما كانت تعارضه كييف، وحصلوا على الحماية من الطوائف المتطرفة المعادية التي قاتلتهم لسنوات عديدة، وتحرروا من إثارة العداوة مع بقية سكان شبه الجزيرة، التي كانت تغذيها العاصمة الأوكرانية”.
وواصل مرادوف :”من الواضح أن أنقرة لا تعتبرهذه الحقائق جديرة بالاهتمام، لكنها تفضل أن ترى شبه جزيرة القرم كجزء من أوكرانيا، التي تعد ممزقة بسبب القومية. هذا الموقف، يشير إلى الافتقار للمنطق السياسي، ويشير إلى خطط أخرى سيئة غير علنية لبعض السياسيين الأتراك، ولا يسعهم إلا التسبب في الأسف وخيبة الأمل بين أصدقاء تركيا وبين الأتراك العقلاء”.
وقال نائب رئيس وزراء جمهورية القرم إن سكان شبه الجزيرة يعتزمون مواصلة بناء علاقات حسن الجوار مع المواطنين العقلاء في تركيا و”أبناء وطننا، تتار القرم” الذين يعيشون في البلد نفسه. وشدد على أنه يجب على أنقرة أن تفهم تماما أن القرم اتخذت خيارها الثابت والراسخ بالعودة إلى وطنها الأم روسيا”.
وبدوره، علق السيناتور الروسي، أليكسي بوشكوف، على بيان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن “دعم وحدة أراضي أوكرانيا، ومن ضمنها شبه جزيرة القرم”، قائلا: “موقف تركيا هذا معروف، لكن التأكيد المستمر يؤكد أن أردوغان لديه أجندته الخاصة. لا يمكن الحديث ولا حتى عن قرب عن أي نوع من”توحيد اتحاد الأراضي في أوكرانيا”.
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في غسطنبول مساء أمس، إن أنقرة لا تعترف بشبه جزيرة القرم كمنطقة روسية وتعتزم دعم تتار القرم مع كييف.
وجددت تركيا دعمها لإنهاء” الاحتلال الروسي” في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وحماية حقوق الإنسان فيها.
وأكد، بيان تركي أوكراني مشترك صدر عقب لقاء وفدي البلدين برئاسة الرئيسين رجب طيب أردوغان، وفولوديمير زيلينسكي، اتفاق البلدين على تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بينهما.
وشدد البيان على أهمية تطبيق الاتفاق الذي تم الإعلان عنه عقب النسخة الثامنة من اجتماع المجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، في العاصمة كييف، بتاريخ 3 فبراير/ شباط الماضي.
ولفت إلى التزام البلدين بالقانون والمعايير الدولية، مجددا دعم تركيا لاستقلال ووحدة أراضي أوكرانيا دون شرط، ومعربا عن امتنانه جراء علاقات التعاون في إطار “منصة القرم الدولية”.
وطالب البيان بضرورة إنهاء احتلال جمهورية القرم ذاتية الحكم، ومدينة سيفاستوبول الأوكرانيتين، وحماية حقوق الإنسان فيهما، وإطلاق سراح جميع الأوكرانيين المعتقلين فيهما بشكل غير قانوني.
وأكد البيان دعم تركيا لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وامتنانها جراء منح الحلف صفة “الشراكة في الإمكانات الموسعة” لكييف.
ولفت إلى استمرار استعداد تركيا لدعم القوات المسلحة الأوكرانية في سبيل تأمين تطبيقها المعايير اللازمة للانضمام للناتو، بما في ذلك إجراء مناورات عسكرية مشتركة.
وشدد البلدان على أهمية المساعي المشتركة من أجل تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في منطقة البحر الأسود، من خلال الآليات الإقليمية، وحلف شمال الأطلسي.
وأشار البيان أيضا إلى أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في سبيل إحلال التنمية الاقتصادية المستدامة وحماية البيئة في منطقة البحر الأسود.