دياربكر (لندن توداي) تفتحت أزهار التوليب المقلوبة، المعروفة باسم “العروس الباكية” في جبل “صاقيظ” الواقع بين حدود محافظتي دياربكر وآلازيغ التركيتين.
التوليب المقلوب والتي تنمو قليلا جدا في تركيا وتكون تحت حماية خاصة، يطلق عليها “العروس الباكية”، وتستخدم كرمز، حيث يعتقد أنها أحنت رأسها وذرفت الدموع عند صلب السيد المسيح، كما أنها تدل على الدموع التي ذرفتها السيدة مريم العذراء بعد صلب سيدنا عيسى.
واتخذت زهرة التوليب المقلوبة المستوطنة هذا الاسم بسبب شكلها المقلوب، وتعد من الزهور التي تنمو في مناطق معينة في تركيا، واسمها العلمي “بوقية إمبراطورية”.
وبحسب المنطقة التي تنمو فيها، فإن هذه الزهرة التي تحمل اسم “العروس الباكية”، عندما أخذ السيد المسيح لكي يصلب، ظلت صامدة ومستقيمة عكس ما فعلته الزهور الأخرى التي أحنت رأسها وحزنت. ولكن زهرة التوليب المقلوبة بعد موت النبي عيسى حزنت كثيرا ونكثت رأسها، ودموعها ترمز إلى دموع السيدة مريم.
وتفرض أنقرة على هذه الزهرة الحماية خوفا من انقراضها. وفي إطار قانون البيئة، فإن هناك تهمة “تدمير التنوع البيولوجي”، والتي يلزم المتهم بها بدفع غرامة تصل إلى 60 ألف ليرة.
وتفتحت هذه الزهرة المقلوبة في جبل “صاقيظ” بمقاطعة “أرجاني” الواقعة بين حدود محافظتي دياربكر وآلازيغ التركيتين. وخلقت الزهرة وليمة بصرية رائعة في الطبيعة هناك، حيث تهافت عليها المصورون، لتقوم قوات الدرك التركية باتخاذ التدابير اللازمة.
وتقول الدكتورة وعضو هيئة التدريس في قسم علم الأحياء بكلية العلوم بجامعة دجلة التركية، هوليا هوشجوران، إن تسمية هذه الزهرة بـ”التوليب المقلوبة” جاء بسبب انحناء رأسها أمامها المختلف عن شكل بقية الزهور التي تشبهها، مشيرة إلى أن هذه الزهرة المستوطنة تحمل قدسية خاصة من قبل المسيحيين، كما أن يوجد منها 37 نوع مختلف بينهم 21 نوع مستوطن.
وجاءت تصريحات هوشجوران على هذا النحو: تم تسمية هذه الزهور بـ”التوليب المقلوبة” بسبب تفتحها على شكل مقلوب فرأسها للأسفل، وهي مختلفة بذلك عن بقية أنواع التوليب الأخرى. كما أنه يطلق عليها “العروس الباكية” لأن المياه المتراكمة عليه في الليل تتساقط في النهار، كما لو أنها تبكي.
وتتابع الدكتورة التركية: رغم أنه يشاهد في الغالب في مقاطعات مثل أديامان وتونجالي وأنطاليا، إلا أنه ينمو أيضا في مقاطعتي تشارميق وإيرجاني في ديار بكر.
وتضيف: نباتنا المعروف باسم “العروس الباكية”، يوجد منه 37 نوع مختلف، بينهم 21 مستوطن. ويحمل هذا النبات قدسية من الناحية الدينية.
وتؤكد هوشجوران أنه بحسب الاعتقاد السائد فإنه عندما أخذ سيدنا عيسى لكي يصلب، كانت جميع النباتات تحني رقبتها ورأسها، إلا زهورنا كانت لا تحني رأسها وبقيت مستقيمة. ولكن بعد أن تم صلب السيد المسيح حزنت كثيرا، وأحنت رأسها، بدأت في البكاء، وتشير دموعها إلى دموع السيدة مريم العذراء.
“ولهذا السبب فإن هذا النبات مقدس جدا عند المسيحيين. وهو صاحب مكانة مميزة لديهم. وبدأ استخدام هذا النوع من النبات لأغراض طبية في بلادنا خلال السنوات الأخيرة، كما أن هذا النبات له تواجد في زخارف أعمال المعماري التركي سينان”.. هكذا أنها الدكتورة التركية حديثها عن التوليب المقلوب.