بدأ بوضوح الكشف عن السبب وراء نية تركيا في التواجد في ليبيا. وبعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نهاية الأسبوع الماضي على قناة “تي أر تي” التركية، حول أن النفط هو الهدف الأساسي، نشرت وسائل الإعلام الموالية للنظام تفاصيل متعلقة بهذا الموضوع.
قالت صحيفة “يني شفق” التركية والتي تعد من أقرب المجموعات الإعلامية للنظام، إن تركيا ستؤسس قاعدتين عسكريتين في ليبيا، فضلا عن أنها ستبدأ في التنقيب عن النفط هناك في أقرب وقت ممكن.
وأوضحت الصحيفة أنه يتم حاليا إزالة الألغام من المنطقة، ويتم التفكير في أن تقوم تركيا باستخدام قاعدة الوطية الجوية في ليبيا. حيث سيتم نشر طائرات بدون طيار ونظام دفاع جوي تركي في القاعدة. كما سيتم تأسيس قاعدة بحرية في ميناء مصراتة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن تركيا ستبدأ فاعليات التنقيب في حقول النفط، أما في المدن فستبدأ في خدمات المقاولات واحدة تلو الأخرى.
ومع تأسيس تركيا قاعدتها الجديدة في مصراتة، سيكون عدد القواعد التركية في العالم 3، حيث تمتلك أنقرة قاعدتين، واحدة في قطر والأخرى في الصومال.
خلال الشهرين الماضيين، حققت تركيا نجاحا كبيرا ضد الجيش الوطني الليبي الذي يقوده الجنرال خليفة حفتر. كما ضربت الطائرات بدون طيار والسفن الحربية التركية التي ترسو على شواطىء طرابلس، أهدافا لحفتر.
كما أن السفن الحربية التركية الموجودة حاليا في المنطقة، تجري تدريبات عسكرية كبيرة خلال الأسبوع.
وتشير الصحيفة التركية إلى أن الحصة الأكبر في استخراج النفط من الحقول البحرية في ليبيا ستكون من نصيب تركيا.
ويقول موقع “ميدل إيست آي” الإخباري الذي يتخذ لندن مقرا له، إنه بعد القواعد العسكرية التركية، ستقوم أنقرة بالبدء في اختبار طائراتها العسكرية التي سترسلها إلى ليبيا.
وأوضح الكاتب التركي والمقرب من الحكومة، برهان الدين دوران، أن تركيا ستتبع برنامج مكون من 4 مراحل في ليبيا. المرحلة الأولى ستكون في زيادة حجم العلاقات بين تركيا وطرابلس، في مجالات الطاقة والأمن والاستثمار.
أما المرحلة الثانية فستكون السيطرة على سيرت والكفرة. أما المرحلة الثالثة فستكون إعادة إعمار ليبيا. وبعدها خلال المفاوضات السياسية من المقرر أن تكون تركيا من أهم الأطراف على الطاولة.
وكذلك فإن لدى تركيا استراتيجية أخرى وهي التحكم في مسار الهجرة في ليبيا، وبهذا الشكل ستعزز قبضتها على أوروبا. فمعظم المهاجرين يذهبون إلى أوروبا عبر ليبيا وتركيا.
وإذا سيطرت أنقرة على ليبيا بالكامل، فلن تتردد أبدا في المساومة بوضع بطاقة الهجرة على الطاولة، في حالة وجود أي خلاف مع أوروبا.
وكانت تركيا تسببت في حالة قلق كبيرة في أوروبا أوائل العام 2020 الجاري، بعد قيامها بإرسال عشرات الآلاف من المهاجرين، إلى حدود اليونان.
وإذا استخدمت تركيا بطاقة المهاجرين، فستكون إيطاليا هي أكثر الدول الأوروبية قلقا، لأن ليبيا هي النقطة الأقرب لأراضيها.
ووفقا لتقرير نشر في “يورونيوز “، فقد أوضحت المخابرات الإيطالية أنه بعد تفشي فيروس كورونا، سيخفف المسؤولون الليبيون إجراءات خفر السواحل، ويستعد نحو 20 ألف شخص من ليبيا للهجرة إلى إيطاليا.
وألقى رئيس حزب “الإخوان الإيطاليين”، جورجيا ميلوني، اللوم على تركيا، بخصوص موجات الهجرة من ليبيا إلى إيطاليا.
وبحسب الأخبار الواردة في وسائل الإعلام الإيطالية، فإن الجماعات الي تدعمها أنقرة في ليبيا، استهدفت إيطاليا من خلال قصف المصفاة التي تمد إيطاليا بالنفط.
يذكر أن اليونان وإيطاليا، وجها رسالة إلى تركيا، من خلال توقيع اتفاقية رسم المنطقة الاقتصادية الحصرية.